انعكاسات خطيرة لجائحة الكورونا وعالم الشغل سيشهد تحولات عميقة
شارك عدد الإخوة النقابين في قطاع المعادن والإلكترونيك خاصة من الشباب وذوي الإعاقة في ندوة تكوينية حول تداعيات أزمة الكورونا على قطاع المعادن وعدد من المواضع الأخرى وذلك يومي 06 و 07 جويلية 2020. وقد افتتح هذه الندوة الأخ سمير الشفي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم المرأة والشباب العامل والجمعيات، وحضرها وفد من الجامعة العامة للمعادن يترأسه الأخ الكاتب العام الطاهر البرباري.
عمل ماراطوني :
وقال البرباري ان الهياكل النقابية في القطاع تعمل بشكل ماراطوني وقد عقدت مئات الجلسات بهدف وحيد وهو معالجة الإشكاليات الاجتماعية من بطالة فنية وتسريح عمال وغيرها من المشاكل الاجتماعية المترتبة عن تدهور الوضع الاقتصادي في القطاع بعد جائحة الكورونا. وقال ان الجامعة تقوم من خلال الندوات والحوار الدائم بين مختلف النقابيين بوضع الخطط الكفيلة بحماية مواطن الشغل وضمان حقوق ومكاسب العمال وقال ان الجامعة تسعى بأقصى قدر ممكن إلى الحفاظ على مواطن الشغل وعدم تسريح العمال وبين ان البلاد تشهد موجة من تسريح العمال في القطاع الخاص وهو ما أدى إلى تفاقم الجوع في صفوف الفقراء.
مستقبل القطاع :
وانتقد الأخ البرباري ضعف الأداء الحكومي التي لم تحرك ساكنا في مواجهة الكارثة التي تعصف بالقطاع الخاص ودعا إلى وجود خلايا للتفكير والعمال من اجل الخروج من الأزمة وقال ان هذه مسؤولية جميع الأطراف الوطنية التونسية مشدد على ضرورة عدم التعويل على المستثمر الأجنبي للخروج بالبلاد من الأزمة.
وقال الأخ الكاتب العام ان الوضع السياسي متسم بالتجاذبات وقال ان القطاع الخاص سيدفع الفاتورة المباشرة مؤكدا ان الكلفة ستكون لها انعكاسات كبرى على الوضع الاجتماعي في البلاد وبين ان تفادي هذا السيناريو وانعكاساته الكارثية يستوجب العمل الجدي الذي يجب ان ينطلق الآن. ونبه الأخ الكاتب العام إلى وجود جدل أوروبي حالي حول المرور الى الجيل الجديد من صناعة السيارات وكذلك الطائرات وقال ان هناك رأي قوي يدفع نحو المرور إلى الجيل الجديد الذي يعني المرور إلى الرقمنة والى تعويض العمال بالعمل الآلي.
و فسر ان المرور إلى تلك المرحلة قد يؤدي إلى انعكاسات سلبية عميقة على واقع العمل والشغل في العالم وفي تونس.
تغيرات واقع الشغل :
وتحدث الأخ سمير الشفي عن أهمية موضوع الندوة، مشيرا إلى ان التحولات في عالم الشغل نتيجة تطور تكنولوجيات الإنتاج تمثل هاجسا نقابيا ولا بد ان يتم تناوله بالشرح والتحليل والتفكير من اجل حسن الاستعداد.
وقال ان التطور التكنولوجي مهم ومفيد للاقتصاديات المتطورة القادرة على المسايرة والتي قامت بالاستعدادات اللازمة في حين أنه مثل مشكل اجتماعي عميق للبلدان الفقيرة والمتخلفة لما ستكون له من انعكاسات مدمرة على واقع الشغل.
وبين ان تغيرات واقع الشغل يمثل هاجسا لدى منظمة العمل الدولية. وقال ان المخاوف من تغيرات عالم الشغل تزايدت مع جائحة الكورنا التي تمثل جائحة صحية عالمية. وقال ان التقديرات تشير الى إمكانية فقدان خمسين مليون موطن شغل في العالم خلال الأشهر القادمة وهو ما سينعكس على بلادنا.
وبين ان المؤسسات الأجنبية الكبرى المنتصبة في تونس هي مؤسسات عابرة للقارات تتأثر بالوضع الدولي، وقال ان تضرر هذه المؤسسات على صعيد دولي ينعكس على وضع العمال في بلادنا. وأشار الى ان تونس بدأت تعاني فعلا من تفاقم البطالة وقال ان الأرقام تشير إلى ارتفاع نسبة البطالة الناتجة عن تسريح العمال وليس عن وفود المتخرجين الجدد من الجامعات.
التامين على البطالة :
وبين الأخ الأمين العام المساعد ان المجتمع التونسي غير مستعد لمواجهة هذا الوضع الجديد وقال ان وزارة الشؤون الاجتماعية دأبت على الحلول الترقيعية القائمة على منح او الإحالة على التقاعد المبكر وغيرها من الحلول التي لا تغني من جوع.
وشرح الأخ الأمين العام المساعد ان مثل هذا الوضع ليس مفاجئا بل ان الاتحاد العام التونسي للشغل كان قد نبه الى احتمال الوصول الى هذا الوضع خاصة مع سياسات التحرير والانفتاح غير المدروس. وفسر الأخ الشفي ان الدعوة إلى إحداث صندوق التامين على البطالة للعمال الذين يفقدون مواطن عملهم لأسباب اقتصادية الذي دعا إليه الاتحاد يأتي في هذا الصدد، اي مقاومة الانعكاسات الاجتماعية للازمات الاقتصادية. ودعا إلى ضرورة إيجاد الحلول لحماية العمال وعائلاتهم من آفة البطالة الناتجة عن تسريح العمال.
وقال ان الاتحاد من دعاة الاستثمار ولكنه حريص على شروط العمل اللائق وتامين مجتمعنا في ظل اقتصاد عالمي غير مستقر.
وقال ان العمل النقابي يقوم على حماية حقوق الأفراد في إطار من التضامن والتآخي والتآزر وقال ان هناك تحديات ستواجه النقابيين وعليهم العمل بطرق علمية من اجل إحداث النقلة النوعية وإيجاد المخارج والبدائل المبدعة. واكد ان الشعب التونسي مبدع وان نقطة قوة بلادنا هي كفاءاتها ورصيدها البشري.