مستقبل تونس أفضل والعمل اللائق مفتاح تطوير المؤسسة
شهدت عدة مؤسسات ناشطة في قطاع صناعة السيارات، تنظيم جلسات حوارية بين الإدارات والنقابات الأساسية بهدف دعم الحوار الاجتماعي وعلاقات الشراكة القائمة. وجاءت هذه اللقاءات في إطار بادرة تاريخية وفريدة من نوعها نظمتها الجامعة العامة للمعادن والإلكترونيك بالتعاون مع الجمعية التونسية للسيارات وبدعم من منظمة فريديريش ايبرت وذلك يومي 24 و25 جوان 2019. وقد اشرف الأخ نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل على افتتاح الندوة الوطنية التي حضرها السيد إبراهيم دباش رئيس الغرفة المهنية لصناعة السيارات ممثلا عن الاتحاد التونسي للتجارة والصناعة، والسيد وسام البدري رئيس الجمعية التونسية للسيارات والسيدة حياة بن اسماعيل ممثلة عن وزارة الشؤون الاجتماعية.
الحوار الجاد :
واعتبر الأخ الأمين العام ان الحوار المسؤول والجاد هو السبيل إلى تجاوز كل العقبات معتبرا ان العمال ممثلين في نقاباتهم الأساسية والإدارة، طرفان أساسيان في عملية الإنتاج وقال ان الشراكة تستوجب علاقة قائمة على الحوار التعاون والتشارك والمسؤولية. ودعا الأخ الأمين العام الإدارات وخاصة مديري الموارد البشرية إلى حسن التعامل مع العمال و الإحاطة بهم وهو ما يمثل مسؤوليات المؤسسة. وقال الأخ الأمين العام ان غلاء الأسعار وسوء خدمات النقل والصحة وتراجع أداء المدرسة العمومية تؤثر على المحيط العائلي للعمال والإجراء وعلى وضعهم الخاص. وبين ان كل هذه العوامل تنعكس سلبا على أداء العمال وعلى الإنتاجية ودعا إلى ضرورة بناء علاقات جديدة قائمة على التعاون من اجل المصلحة المشتركة معتبرا ان الحوار يجب ان يكون جادا ومسؤولا. وشدد الأخ الأمين العام على اعتبار العامل التونسي مصدرا مهما لرفع إنتاجية المؤسسات مشيرا إلى الذكاء التونسي والقدرة على الإبداع إضافة إلى قبوله بالأخر وانفتاحه على المحيط. وبين ان كل هذه العوامل تجعل من المنطقي التفاؤل بمستقبل تونس وبقدرة أبنائها على البناء شرط توفر الإرادة والابتعاد عن التجاذبات. وبين الأخ الأمين العام ان مستقبل تونس أفضل داعيا المستثمرين إلى الثقة في المناخ التونسي والاستثمار في بلادنا.
علاقات مباشرة :
وبين الأخ الطاهر البرباري الكاتب العام للجامعة العامة للمعادن والإلكترونيك ان الهدف من هذه الندوة الأولى من نوعها في تاريخ العمل النقابي هو تقييم واقع الحوار الاجتماعي داخل قطاع صناعة السيارات. وبين ان الجامعة تريد بناء علاقات حوار مباشر بين الإدارات والنقابات الأساسية نظرا لأهمية هذا الحوار في تجاوز كل الإشكاليات. وقال الأخ البرباري ان الندوة هي نتاج لمشروع انطلق منذ سنة 2013 الذي يهدف إلى إرساء الحوار الاجتماعي داخل المؤسسات وأشار إلى ان الهدف هو تحقيق الربح المشترك الذي يخدم مصلحة كل الإطراف. وقال ان العلاقة جدلية بين مختلف الأهداف والغايات حيث يستوجب تطوير المؤسسة ونموها تطوير إنتاجية العمال وهو ما يستوجب بدوره توفر شروط العمل اللائق.
تطوير التجربة :
وقال السيد إبراهيم دباش أن الحوار الاجتماعي بين الأطراف الاجتماعية داخل المؤسسة مهم لتحقيق النجاح والربح المشترك للجميع. وثمن موضوع الندوة معتبرا أنها بادرة جيدة. وثمن السيد وسام البدري الرسائل الايجابية التي حملتها الندوة معتبرا أنها حدث تاريخي في تاريخ العمل النقابي في تونس بالنسبة لاتحاد الشغل ولاتحاد الصناعة. ودعا الى ضرورة تنظيمها بشكل دوري مع العمل على تطوير التجربة لتشمل مزيدا من القطاعات العامة في مجال المعادن والإلكترونيك و قال ان الحوار المباشر يمكن من توحيد كل الجهود من اجل خدمة المصالح المشتركة وهي تنمية المؤسسة وضمان ديمومتها بما يمكن من تحسين مستوى عيش العمال.
تجارب مثمرة :
وشهدت أشغال الندوة تقديم تجارب الحوار الاجتماعي في عدد من المؤسسات الناشطة في قطاع صناعة السيارات وهي مؤسسة، ماكوارد، ومصفاة الجديدة، ومؤسستي “فوبا” و”تي تي في انترناشيونال” التابعة لمجمع السلامي، ومؤسسة يازاكي تونس (فرعي بنزرت وقفصة)، وفاليو تونس (بن عروس و الجديدة)، ومؤسسة ليوني تونس (سوسة ماطر المنستير ) ومجمع دراكسلماير تونس (سليانة سوسة المهدية ) ومؤسسة شوبارت كرومبارغ بباجة . وتم خلال تقديم التجارب والنماذج عن الحوار الاجتماعي الوقوف على ابرز النجاحات وتثمين مواطن القوة التي مكنت من بناء مناخ اجتماعي سليم مما مكن من النمو والتطور والازدهار.
طارق