يواجه قطاع المعادن مصاعب عديدة خاصة بعد إغلاق الحدود مع ليبيا والجزائر،كما أدى الوباء إلى تسريع عملية التحول التكنولوجي وكان له تداعيات على الإنتاج العالمي خاصة في قطاع أسلاك السيارات، حيث استغل المستثمرون الإجراءات المصاحبة للوباء ليقوموا بتسريح العمال والانتقال إلى إنتاج السيارات الكهربائية التي تشجع عليها الحكومات. أمام هذه الظروف تحركت الجامعة العامة للمعادن لتنظيم جلسة وساطة مع مجمع “دراكسماير” أيام 24 و25 ماي 2021،مثلت مناسبة مهمة لجمع النقابات الأساسية لنفس المجمع وتبادل الاراء حول الوضع وحل النزاعات بينها لضرورة الخروج بنتيجة إيجابية لهذا اللقاء وتجاوز المرحلةالحرجة.
تدريب على حسن إدارة الصراع وتواصل أفضل :
اعتمد الاخ الطاهر البرباري منهجية تفاعلية من خلال تقسيم النقابين إلى مجموعات تقوم بتحليل الوضع الاقتصادي والاجتماعي في مؤسساتهم وتأثيرات الوباء على الإنتاج والإنتاجية وحقوق العمال وتحديد مشاكل الاتصال بين أعضاء النقابات الأساسية فيما بينهم وبين النقابات الأربع والجامعة وبين النقابات الأساسية و إدارة المؤسسة على مستوى الاتصال والتفاعل والمشاركة الفعالة والاجتماعات الدورية. ولتجاوز الخلاف بين النقابات الأساسية المجتمعة قدم الأخ الطاهر عرضًا عن مفهوم الصراع ومراحل تطوره وأسبابه والسلوكيات التي يجب اتباعها من أجل حسن إدارته و التي من أهمها الاستماع الجيد، السيطرة على الغضب، احترام آراء الآخرين وحسن النية عند التفاوض.
حوار حر بناء ومنظم في كنف احترام مصالح المجموعة :
وبعد النقاش تم تبويب نقاط الخلاف وعرضها خلال الاجتماع مع الإدارة على السيد “صبري براهم” المدير المركزي لمجمع “دراكسماير” حيث تم الاتفاق على دعم التواصل والحوار الاجتماعي بين النقابة والإدارة المحلية في المسائل العاجلة وعقد اجتماعات شهرية بين ممثلي النقابات والإدارة المركزية وبمشاركة الجامعة عند الضرورة.
حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي،وبعد النقاش،وافقت الإدارة على تشكيل نقابات قاعدية وألا يتجاوز جدول اجتماعات التفاوض حول التصنيف المهني شهر أكتوبر 2021 كما تم الاتفاق على أن تعد النقابات الأساسية مشروع التصنيف المهني وتناقشه مع الجامعة،أما عن الترفيع في الأجور،فيمكن التوصل إلى توقيع اتفاق في أقرب وقت ممكن دون اللجوء إلى المفاوضات إذا قبلت النقابات الأساسية عرض الإدارة المقدم إلى الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل.وبخصوص القروض،تم التعهد بتكوين لجنة اجتماعية تنظر في الملفات.
مثلت هذه الجلسة مثالا للتنسيق الناجع والتواصل الوثيق بين النقابات الأساسية لعرض المطالب والتفاوض مع الإدارة و لقد ساعد التدرّب حول محور إدارة الصراع على دعم الثقة فيما بين النقابات والمكتب التنفيذي للجامعة كما عزز الحوار الاجتماعي بين النقابات الأساسية وبين الإدارة.إلا أن العمل مازال متواصلا و لابد من المزيد من الإشراف والدعم للنقابات الأساسية من طرف الجامعة العامة وخاصة تدريب النقابة الأساسية ل « SATE » )دراكسماير المهدية (في مجال المفاوضات الجماعية.