جائحة الكوفيد-19 تلقي بظلالها على قطاع المعادن

أزمة اجتماعية واقتصادية خانقة والعمال أكثر المتضررين

 

بدأت الانعكاسات السلبية لازمة الكوفيد- 19 تظهر للعيان بعد قرارات تسريح العمال وإيقاف النشاط جزئيا او كليا  التي اتخذتها الكثير من المؤسسات التابعة للقطاع. وقد برزتلك المرتبطة بالسوق العالمية مثل صناعة السيارات وصناعة الطائرات. وتشير التقديرات الى ان اكثر من 40 بالمائة من العمال فقدوا مواطن عملهم وان هذه النسبة مرشحة للزيادة خلال الأسابيع القليلة القادمة لتبلغ موجة تسريح العمال وغلق المؤسسات أوجها مع نهاية شهر نوفمبر 2020.

 

 

وذكر الأخ لطاهر البرباري الكاتب العام للجامع العامة للمعادن والإلكترونيك، ان الأزمة التي يعيشها القطاع صعبة ومعقدة نتيجة ظرف عالمي يصعب التحكم فيه وطنيا وإقليميا. وقال البرباري، في تصريح لموقع لجامعة، ان القطاع يشهد أزمة عالمية متعددة الأبعاد وهو ما يعني ان الحلول المقدمة على صعيد وطني لا يمكن ان تحل الإشكاليات الاجتماعية بشكل جذري.

وقال ان الجامعة العامة ومختلف هياكل القطاع تعمل مثل خلية نحل وتبذل جهدا كبيرا من اجل المحافظة على مواطن الشغل وديمومة المؤسسات وبين ان الهدف الأول والأسمى للجامعة هو حماية واستمرار العمل والمحافظة على مصدر رزق العمال بمختلف وضعياتهم دون تمييز مشيرا الى الحرص الكبير على العدل بين جميع العمال.

ويذكر ان الجامعة العامة قد نبهت في أكثر من مناسبة إلى خطورة الأوضاع الاجتماعية التي يشهدها القطاع نتيجة وقف الإنتاج وتسريح العمال، ولعل أبرزها ما جاء في بيان  الهيئة الإدارية القطاعية للمعادن والإلكترونيك الذي أكد على التأثيرات السلبية لجائحة كورونا على القطاع  بعد ان شهدت مختلف فروعه تراجعا كبيرا في الطلبيات أدى الى فقدان مواطن الشغل و اللجوء للبطالة الفنية، وحذرت الهيئة الإدارية من بلوغ وضع اجتماعي يصعب التحكم فيه.

وتجدر الاشار ة الى ان العمال المسرحين يعيشون اوضاعا صعبة نتيجة ضعف المنح المقدمة ونتيجة أداء الحكومة المهتز وعدم قيامها بواجباتها في الحماية الاجتماعية واكتفائها بالمنحة الزهيدة التي لا تغني ولا تسمن من جوع. وقد وجد العمال أنفسهم نتيجة التسريح في وضعيات مالية صعبة خاصة وان اغلبهم لديه ديون وقروض عليه خلاصها كما ان جل العمال المسرحين هم أباء وأمهات ولديهم أطفال سيجدون أنفسهم خلال العودة المدرسية بلا ادنى مستلزمات الدراسة.

وإزاء هذا الوضع المعقد تطالب الجامعة الحكومة بالتدخل ووضع خطة إستراتيجية تشاركية لتخفيف حدة الأزمة في الوقع الحالي لمواجهة السيناريوهات الكارثية المحتملة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى