في مؤتمر جامعة المعادن والالكترونيك

العمال يرفضون السياسات الليبرالية ويؤكدون أن الحل في التشاركية

أكّد الأخ نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل أنه فخور بما تم إنجازه من طرف نقابيي قطاع المعادن والالكترونيك خاصة فيما يتعلق بتطوير الانتساب وتنظيم العمل النقابي من أجل مزيد النجاعة.

وذكر خلال إشرافه على مؤتمر الجامعة العامة للمعادن والالكترونيك المنعقد يوم 28 مارس برئاسة الأخ محمد الشابي الأمين العام المساعد المسؤول عن الوظيفة العمومية، ان العمال لعبوا دورا مهما في مجال تحسين صورة تونس لدى المستثمرين الأجانب عبر التفاني والكفاءة والقدرة على الإنجاز والتعلم وهو ما دفع المستثمرين الأجانب الى تفضيل وجهة تونس.

وكان افتتاح المؤتمر قد شهد حضور عدد من الاخوة الأمناء العامين المساعدين واعضاء الهيئة الإدارية الوطنية كما شهد حضور السيد اميل ليزر مدير مشاريع بفريدريش ايبرت.

 

تغيير العقليات :

ودعا الأخ الأمين العام الأعراف التونسيين الى تغيير عقلياتهم في التعامل مع العمال مؤكدا تمكين العمال من حقوقهم والاعتراف بالعمل النقابي وبناء علاقات قائمة على التشاركية هو مفتاح نجاح المؤسسات.

وبيّن الأخ نور الدين الطبوبي أن المؤسسات المهيكلة والتي تشهد حوارا اجتماعيا تعرف تطورا اقتصاديا.

وأشار الأخ الأمين العام الى وجود أمثلة من المؤسسات الأجنبية التي تحقق التطور وتشهد نموا وتحقق مراتب عليا على صعيد عالمي بفضل قدرتها على حسن إدارة العلاقة مع العمال على قاعدة الربح المشترك.

وفي سياق آخر،أشار الأخ الأمين العام الى الوضع الاقتصادي المتردي بشكل غير مسبوق معتبرا ان التضخم المالي يضرب المقدرة الشرائية ولذلك فان الاتحاد لا يطالب برفع الاجور بل بتعديل المقدرة الشرائية.

وبين ان موجة الغلاء شملت كل السلع وسط ركود اقتصادي يستوجب حلا سريعا حتى يمكن العودة الى النشاط الاقتصادي بما يخدم مصلحة التونسيين. وبين الأخ الأمين العام أن الوضع الاقتصادي غير منفصل عن الوضع السياسي وعن الوضع الاجتماعي وأعتبر أن الحل يجب ان يكون شاملا و تشاركيا.

وقال الأخ الأمين العام ان الاتحاد سيلعب دوره كاملا في انقاذ البلاد مؤكدا ان هذا الدور ووزن الاتحاد جعله مستهدفا من حملات تشويه وثلب تعبر عن مستوى من ورائها. وقال أن الهجمات على الاتحاد ناتجة عن موقفه الرافض للخيارات الليبرالية وقال أن ما يخطط للتونسيين هو برنامج ليبرالي متوحش يقوم على مرونة العمل وهشاشة العلاقات الشغلية بما يفسح الباب أمام الاستغلال وهي عبودية جديدة لا يمكن قبولها.

قطاع مناضل :

وأشاد الأخ محمد الشابي بقطاع المعادن والالكترونيك ودوره في دعم نضالات الاتحاد وفي  إنجاح المؤتمر الوطني 25 رغم كل محاولات العرقلة والتعطيل. وقال أن الهجوم على الاتحاد لم يمنع النقابيين من تحمل مسؤولياتهم في إنجاح محطة تاريخية ومهمة.

وأعتبر الأخ محمد الشابي أن مؤتمر الجامعة العامة للمعادن ينعقد ضمن سلسلة من المؤتمرات الجهوية والقطاعية التي تهدف الى تجديد هياكل الاتحاد باعتبارها أحد أهم مسؤوليات القيادة الجديدة للاتحاد.

وقال الأخ الأمين العام المساعد أن الوضع الاقتصادي الذي يعيشه التونسيون صعب ومعقد ويستوجب حلولا سريعة وقال أن الحلول لا يمكن أن تكون على حساب الشغالين من خلال تلك البرامج الليبرالية التي تريد الحكومة تنفيذها.

وقال ان الاتحاد لن يقبل بتجميد الأجور والانتدابات وإلغاء الدعم وفسر الأخ الأمين العام المساعد أن هناك حلولا بديلة ومنها مقاومة التهريب الضريبي وإرساء العدالة الجبائية والتصدي للمضاربة والاحتكار مشددا على أن الاتحاد لن يقبل أي برنامج لا يقوم على التشاركية.

تعديل المقدرة الشرائية :

وشدد الاخوة النقابيون المتدخلون في اشغال المؤتمر على ان وضع العمال يتدهور باستمرار نتيجة غلاء الأسعار وارتفاع نسبة التضخم مما جعل الأجور غير قادرة على توفير الحاجيات الأساسية. ونوه عدد من الاخوة بجهد الجامعة العامة وقيادة الاتحاد في الإحاطة بالعمال ودعمهم وهو ما مكنهم من تحقيق بعض المكاسب التي ساهمت الى حد ما في ترميم المقدرة الشرائية للعمال التي تضررت .

وأعتبروا ان الجهد النقابي مكن من حماية مواقع الشغل خلال جائحة الكورونا.

وتحدث عدد من الاخوة المتدخلين عن تأثيرات الوضع التونسي على قرارات الاستثمار الأجنبية وهو ما يفرض ضرورة الاستقرار السياسي والاجتماعي من أجل مزيد تشجيع الاستثمارات.

وأكد الاخوة النقابيون المتدخلون على أن العمال يشكون من تدهور واقع الصحة والسلامة المهنية خاصة وان القطاع مرهق ويتسبب في امراض مزمنة لكل العاملين فيه بدرجات متفاوتة وهو ما يفرض منظومة حماية وعلاج وتعويض متطورة عن الواقع الحالي.

وأنتقد الاخوة النقابيون القوانيين التونسية التي تمنح تعويضات زهيدة للعمال بعد تعرضهم للحوادث الشغلية وقالوا أن العمال في أوروبا يتمتعون بتعويضات عالية تمكن العمال من مواصلة حياتهم مع ضمان الحد الأدنى الضروري. ورغم أن العامل التونسي يشتغل عند نفس الشركات فانه لا يحصل على نفس قيمة التعويض خلال حوادث الشغل وذلك بسبب القوانيين التونسية البالية.

وطالب عدد من الاخوة النقابيون المتدخلون بضرورة مراجعة سياسة التأجير و تعديل القوانيين التي أصبحت تعيق مسار العمال ومنها الفصل 06/04 الذي يحرم العمال من حقهم في الاستقرار الاجتماعي.

دور وطني :

وهنّأ السيد اميل ليزر الاخوة أعضاء المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل بعد نيلهم ثقة نواب المؤتمر 25. وقال السيد اميل ليزر المؤتمر أن المنظمة تؤمن بأهمية دور الاتحاد العام التونسي للشغل الوطني وهو دور مهم للتوازن.

ونوه بنجاح برنامج الشراكة الثلاثي الذي أدى إلى نتائج إيجابية على مستوى رفع عدد المنتسبين ودعم قدرات النقابيين وهو ما يؤكد أهمية التضامن النقابي لتحقيق العمل اللائق وبيّن ان منظمة فريدريش ابارت تعبّر عن تضامنها مع عمّال جامعة المعادن.

وقدّم السيد اميل ليزر لمحة عن مبادئ منظمة فريدريش ابارت التي يتقاسمها مع الاتحاد وهي اساسا الحرية والمساواة والعدالة، معتبرا أن العلاقة القوية والتاريخية بين الشريكين جعلت من الاتحاد أكبر شريك للمنظمة خارج المانيا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى